احتضنت مطرانية ببا والفشن وسمسطا بمحافظة بنى سويف فعاليات الملتقى الأول للتراث القبطي تحت عنوان “العمارة والفنون القبطية: توثيقها والحفاظ عليها” بمقر معهد الأنبا أثناسيوس للدراسات المسيحية ببا- تحت رعاية صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ونيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا وبرئاسة الاستاذ الدكتور مجدي منصور ومقرر المؤتمر الاستاذ الدكتور وديع بطرس والقس بولس رمزي منسق عام المؤتمر وحضور وتشريف المهندس هاني الجويلي رئيس مجلس مدينة ببا نيابة عن المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف .
حيث تضمن الملتقى أوراقًا بحثية في العمارة والفنون وتوثيق وترميم الآثار المسيحي
بدأت فاعليات الملتقى بعزف السلام الوطني ثم شاهد واستمع الحضور لرسالة قداسة البابا تواضروس الثاني والذي أرسلها بالفيديو كونفرنس خصيصا للمشاركين في أعمال المؤتمر حيث قدم فيها قداسة البابا الشكر والتهنئة لنيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا والقائمين على تنظيم المؤتمر وكل المشاركين وضيوف المؤتمر وأكد على سعادتة بانعقاد هذه المؤتمر عن الدراسات المسيحية من خلال معهد الانبا أثناسيوس للدرسات المسيحية ببا وطالب باستمراها كما أثنى على عنوان المؤتمر والذي يتكلم عن العمارة والفنون القبطية وتوثيقها والحفاظ عليها فهي أحد الموضوعات الهامة والجديرة بالمناقشة.
والبحث في حفظ التراث القبطي بصفة عامة والتوثيق العلمي من الموضوعات الهامة جدا كذلك الصيانة الوقائية لكل ماهو تراث لأن التراث يمثل التاريخ القوى والتاريخ القوى يمثل الجزور واثنى قداسته على أهداف المؤتمر والتي وصفها بالقوية لنشر الوعي العلمي وخلق جيل من الباحثين والمهتمين بالنواحي الأثرية وفي نهاية كلمتة طالب البابا تواضروس الثاني الاهتمام بمثل هذة المؤتمرات والتوسع فيها كما هنأ المشاركين والباحثين والمحاضرين والمتكلمين بانعقاد هذا المؤتمر .
وألقى نيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا الكلمة الافتتاحية والتي ألقى فيها الضوء على التراث المصري والذي يتجلى واضحا في الفنون والعمارة والأدب …والحضارة بكل مشتملاتها والتي أذهلت العالم إلى يومنا هذا بأسرارها وجماليتها وعمق معانيها وطالب نيافتة أن لاننسى التأثيرات المتبادلة التي حدثت والتي نلمسها في بعض العادات والتقاليد بالمجتمع المصري حيث وظف المصري تاريخة وإمكانياتة حتى المحدود منها على مر العصور ليخلق حالة من النمو في المجتمع، وأشار نيافته لمدينة ببا والتي تمثل جزء من المجتمع المصري وبها العديد من المناطق التراثية منها منطقة المضل الأثرية التابعة لقرية بني عقبة وقبر الأمير أحمد شديد بسدس وكنيسة الشهيد مارجرجس بمدينة ببا والتي يعقد بها هذا المؤتمر ومنطقة أثار جبل النور الأمر الذي يجعلنا نندهش لعمق هذا التراث .
كما أشار نيافته في كلمته للفن القبطي والذي يتلامس في الأيقونة مع ما وراء المنظر الخارجي ويدعو الإنسان للتأمل في القصة والحياة بكل واقعيتها العميقة والتي لاتحتاج معها إلى كتب للتفسير فالصورة خير من ألف كلمة وقد استخدم الفنان القبطي ميراثة من الفراعنة عن صناعة الأيقونة ووظفها في عناصر تعبر عن إيمانه لينطلق الفنان من الأيقونة المحددة إلى الأبدية الغير محدودة فيعبر عن قيم وفضائل هامة في الحياة العلمية لكل منا ولعل هذا من أهم خصائص الفن القبطي.
وأشار أيضاً نيافته للقباب والتي تعبر عن صدق العابد وتأتي المنارة والمأذنة لتعبر عن الفنار المرشد لقيم الحياة في المجتمع المصري كما وظف المصري أيضاً حياتة ليعطيها دلالة حية ويتضح هذا جليا في الحصون والقلاع ودور العبادة المصرية.
وفي نهاية كلمته تمني نيافته للجميع المشاركين في أعمال المؤتمر النجاح والفرصة في التعلم والتعليم وتبادل الخبرات العلمية التي تخلق حياة وحيوية في المجتمع المصري بكافة صورة فمقومات التقدم في أي أمة هو تمسكها بهويتها وحفاظها على حضارتها واستعار أبيات من شعر إغريقي ” هزمناهم حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم”
وأشار الأستاذ الدكتور مجدي منصور رئيس المؤتمر في كلمته لتنوع العمائر القبطية التي تتسم بطرزها وتصميماتها الفريدة التي تجع بين القداسة والبساطة والعمق والجمال والتي ركزت في بنائها على الوظيفة والاستخدام فنجد العمائر الدينية كالأديرة والكنائس التي شيدت للعبادة وسكن للرهبات ونجد أيضاً العمائر الجنائزية كالمقابر والجبنات بغرض الدفن وتكريم المتوفي ونادر ما نجد في العمارة القبطية عمائر حربية أو عسكرية بالمعنى الحرفي ولكن في بعض الأديرة وجدنا الحضون وأبراج المراقبة وسراديب الهروب وذلك للحماية من هجمات البربر والغوغاء أما العمائر السكنية فلا نجد إلا الأطلال البسيطة نظر لاستخدام المواد البدائية في بنائها مثل الطوب اللبن.
واوضح الاستاذ الدكتور مجدى منصور دور الفنانون القدامى الذين زينو تلك العمائر من الخارج والداخل بالفنون والزخارف المختلفة سواء بالنحت او الرسم والتلوين وبصفة خاصة الايقونات التى تعلق على جدران الكنائس والاديرة من الداخل والرسوم الجدارية التى تنفذ مباشرة على الحوائط او الاعمدة والقباب والسقوف لذلك وجدنا العمارة والفنون متلازمين فى ذات المنشأ او المبنى الاثرى
واكد الاستاذ الدكتور مجدى منصور على ان المتاحف بعواصم الدول الاوربية والامريكية تزخر بالعديد من مقتنيات الفنون القبطية نظرا لتميزها وتفردها وبصفة خاصة المخطوطات والمنسوجات والايقونات والمشغولات المعدنية والخشبية والمنحوتات الحجرية ويعد المتحف القبطى بالقاهرة من اهم المتاحف بل قد يكون المتحف النوعى الوحيد على مستوى العالم الذى يضم مقتنيات فنية ومعمارية تخص الفنون والعمارة القبطية فهو مقصد ثقافى وتعليمى هام لجميع الزوار من انحاء المسكونة وبصفة خاصة الباحثون والدارسون فى الفنون والعمارة والادب والحضارة القبطية ومن هذا المنطلق وجدنا انة من واجبنا كمتخصصين فى الحفاظ على التراث الثقافى الانسانى تنظيم ملتقى علمى يجتمع فية العلماء والدارسين والباحثين المتخصصين لالقاء الضوء على الفنون والعمارة القبطية وتوثيقها والحفاظ عليها يتبادلون خلالة الدرسات والخبرات والرؤى ويقدمون احدث البحوث فى هذا الشأن لتداولها ومناقشتها من وجهات النظر المختلفة ومن ثم توثيقها وصيانتها وترميمها وعرضها وتخزينها وتقديمها للعالم وللاجيال القادمة فى احسن حال
وأوضح الاستاذ الدكتور مجدى منصور رئيس المؤتمر أن بنى سويف تضم هرم ميدوم ثانى أكبر هرم مدرج فى العالم كما عثر على مزامير داود بمنطقة ببا المقام بها المؤتمر وأن فكرة انعقاد المؤتمر لاقت ترحيبًا كبيرًا من نيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا بمجرد عرضها ووفر لها كل الإمكانات من توفير قاعة عرض مجهزة واستضافة كل ضيوف المؤتمر
وعن معهد القديس اثناسيوس للدرسات المسيحية بكنيسة مارجرجس ببا يقول القس رفعت رمزى منسق عام المؤتمر ان معهد القديس اثناسيوس للدرسات المسيحية ببا يخضع لقداسة البابا ولقانون الجامعات واللائحة التى اقرها المجمع المقدس فى ضوابطة وكل مشتملاتة وقام المعهد بنشر الدورية العلمية ونشر الابحاث لتشجيع الباحثين والمؤتمر اختص بنقطة واحدة وهى الفنون والعمارة القبطية وسوف يتبعة مؤتمرات اخرى تختص بنقاط اخرى متخصصة فى القبطيات لتشجيع جيل جديد من الباحثين والمهتمين بالتراث القبطى وقد قدم باحثين من الجامعات والايبارشيات ووزارة الاثار بحوالى 27 ورقة بحثية وعلى راسهم نيافة الانبا مارتيروس اسقف شرق السكة الحديد
وقد شهدت فعاليات المؤتمر 7 جلسات علمية عرضت بها حوالى 27 ورقة بحثية من متخصصين فى الجامعات المصرية ووزارة الآثار ومعاهد الدراسات المسيحية فى العمارة والفنون والتوثيق والترميم وأحدث ثقنيات علمية فى التوثيق ونظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها فى مجال الآثار
هذا وقد حرص نيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا ومجمع كهنة ببا وسمسطا والفشن على حضور كل الجلسات العلمية والمشاركة فى المناقشات وقدموا اقتراحات بعقد المؤتمر سنويًا لما شهدوه من أبحاث جديدة ومتنوعة شملت الآثار المسيحية ليس ببنى سويف فقط بل آثار سيناء والوادى الجديد وأسوان والإسكندرية والقاهرة والعديد من المناطق
كما بارك وشارك فى فاعليات المؤتمر نيافة الانبا مارتيروس اسقف شرق السكة الحديد وتوابعها بالحضور والمشاركة بورقة بحثية تحت عنوان “بركة الاديرة بوادى النطرون ”
وقدم نيافة الانبا مارتيروس الشكر الجزيل لقداسة البابا تواضروس الثاني وشريكه في الخدمة الرسولية حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا إسطفانوس علي رعاية هذا المؤتمر الهام عن القبطيات بمطرانية ببا والفشن والذى يعقد ولاول مرة بصعيد مصر وهذا فى حد ذاتة شئ جديد ، وقدم ايضا الشكر لأبونا بولس رمزي منسق عام المؤتمر ، وللاستاذ الدكتور وديع بطرس مقررالمؤتمر وللأستاذ الدكتور مجدي منصور رئيس المؤتمر
واشار نيافة الى ان تراثنا القبطى يحتاج الى مزيد من العمل والجهد فى فروعة المختلفة من تاريخ قبطى واثار ولغة قبطية وايضا ادب قبطى ومخطوطات وناشد نيافتة وزارة الاثار حماية منطقة وادى النطرون ” بركة الاديرة “ونزع التعديات الواقعة عليها لانها جزء من تاريخ مصر وتاريخ الرهبنة ومن المعلوم ان الرهبنة القبطية هى ام الرهبنة فى العالم كلة لكى تكوم مزار للسائحين والدارسين والمهتمين بالشأن القبطى ويجب علينا عمل مؤتمرات عديدة لمناقشة وضع هذة المنطقة وماتم من اعتداء عليها فى الفترة الحالية
وجاءت توصيات المؤتمر فى الجلسة الختامة على النحو التالى
*استمرار وتفعيل أعمال توثيق التراث المسيحى بالتنسيق مع الأبرشيات المعنية *اعتراف المجلس الأعلى للجامعات بمعاهد الدراسات المسيحية بمصر والتوسع فى *إنشاء المزيد من أقسام ترميم الأيقونات من خلال المجموعات العلمية على أن يتم *تدريب مجموعة بكل محافظة وعمل معارض دائمة لمقتنيات الأديرة والكنائس داخل المواقع نفسها اقتداءً بدير سانت كاترين ودير العزب
*نشر الثقافة والتعريف بالآثار والتراث المسيحى فى المدارس والجامعات وعبر وسائل الإعلام
*وضع الأولوليات لمشروعات إنقاذ وصيانة وترميم الآثار المسيحية المعمارية والفنية خاصة المعرّضة للخطر
لقرائة الخبر كامل, من هنا
Add a Comment